الاثنين، مارس 29، 2010

ابقوا سموها انتو


كتبت القصة منذ شهر ولم اقتنع بها اطلاقا( لم يرضني ما كتبته بالاضافة إلى أن القصة لم تكتمل) وقلت مازال بها الكثير, ولكن نظرا لانشغالي هذه الايام أعدت قرائتها هذا الصباح فوجدت أن حالتي هذه الأيام وربما لاحقا لن أستطيع معها أن أحسن أو أضيف لها شيئا  , فقررت نشر هذا الجزء

                                -------------------------------------




بدأت الذهاب إلى السينما منذ كان عمري ثماني سنوات, لا أعرف لماذا تعلقت بهذه





الهواية, يعتبر هذا السن هو سن البلوغ, ففيه أيضا بدأت الصوم وقراءة قصص الأطفال,





كانت المكتبة أمام السينما, أجلس في المكتبة ساعات طويلة وحين أمل من القراءة أعبر





الشارع وأدخل السينما, تمنيت كثيرا أن يصبح هذا هو مجال عملي, في السنوات الأخيرة, تأثرت





بكل ما أقرأه أو أشاهده, واستغربت أني كثيرا ما أبكي حتى لمشاهدتي فيلما كوميديا





,فلقد مرت علي مواقف كثيرة, تمنيت فيها البكاء, ولكن لم أستطع, توقفت تماما عن





البكاء حين كان عمري أثنى عشرة عاما, ولهذا زاد استغرابي,



 تعرفت على عوالم مختلفة في





كلا المجالين .









عالم المكتبة, كان مملا , موظفين ناقمين على كل شيء, راتب بسيط, لا يكفي متطلبات





الحياة الأساسية, يرفضوا القيام بأي عمل, فقط الجلوس حتى موعد الانصراف , وكثيرا ما





كانوا يطلبوا مني المغادرة مبكرا,لا يوجد من يشاركني هوايتي, فجميع من يأتي لا





تهمهم القراءة في شيء, طلبة جامعة يبحثون عن كتاب معين لغرض بحث,



كانت معظم الكتب متهرئة لقدمها, يرجع تاريخ طبعها للستينات, كثيرا ما اختلف مع



الموظفين وأذهب أشكوهم إلى المدير, كانت أول مرة أتكلم معه, رأيته عدة مرات من قبل, رجلا



بسيطا يرتدي دائما بدلة رسمية رخيصة الثمن باهتة لا يغيرها إلا نادرا نظاراته تدل على طيبة أو سذاجة تساءلت كيف يتحكم في مثل هؤلاء الموظفين , مسماه الوظيفي مدير قصر الثقافة,



استغربت عندما رأيت اسمه مسبوقا بلقب الشاعر, فمتى كان الشعراء موظفون



هادئ لدرجة الملل, حتى حينما صدمت إحدى السيارات ممثلة كانت تجري بروفات العرض المسرحي الذي سيفتتحه المحافظ احتفالا بالعيد القومي للمحافظة, لم يحرك ساكنا واكتفى بأن قال للسائق, أرأيت عاقبة السرعة؟





                                 -------------------------------------------------------





ولما زار السيد الرئيس المحافظة أغلقت جميع الشوارع ومنعت السيارات وانتشر رجال الأمن على أسطح المنازل , غير مسلحين خشية من تهور أحدهم بالرغم من الاختبارات التي تجرى عليهم ليتأكدوا من أن أخلاقهم لا تسمح بأكثر من المراقبة



تم تحذير المواطنين المطلة منازلهم على الشوارع التي سيعبر موكب الرئيس منها من النظر من النوافذ فتشعر أن هذه البيوت تم تهجير أهلها



فرحت كثيرا عندما عبرت الكوبري الرابط بين مدينتي وعاصمة الإقليم من حارة السيارات  مع المئات غيري سمح لهم بالذهاب إلى أعمالهم سيرا على الأقدام, شلت المحافظة تماما أصدر المحافظ قرارا بأن هذا اليوم أجازة رسمية  في المصالح الحكومية ومنع فتح المحلات القريبة من طرق عبور السيد الرئيس



ألا يتساءل السيد الرئيس حين مروره عن الناس نعم  يعرف  ويرضى ويبارك اخصائهم ولكن ألا يفتقدهم, أمن الممكن أن تكون طيبة قلبه  وخوفه من  رد فعل أمنه إذا  اندفع أحد أبناءه إليه سببا كافيا لإبعادهم عنه( تنقل وحدها)



 تعرفت يومها على أشعار المدير وعرفت  قيمتها, فهو المسئول عن الثقافة في الإقليم, ردد بعض الأشعار العامية احتفالا بالسيد الرئيس  مثل

- يا محني ديل العصفورة وبلدنا هي المنصورة



فتأكدت من موهبته وأكد المدير نجاحه الوظيفي ليصل إلى هذه المرتبة وتمت ترقيته إلى وكيل قطاع الثقافة فأصبح مسئولا عن الثقافة في ثلاثة أقاليم



وفي نفس اللقاء مع السيد الرئيس انفعل المحافظ وكاد يبكي تأثرا وهو يحكي انجازات المحافظة في ظل القيادة الحكيمة للسيد الرئيس فأكد هو الآخر ولائه وتم تثبيته بعض أن كان الكل يتوقع عزله من منصبه



مر اليوم على خير فلم يكن القدر يخفي لقيادات الحزب والحكومة أيا من المنغصات ولم يحلموا بأكثر من ذلك  فهم متأكدين من كرم السيد الرئيس عليهم فقط الآن انتظار هدايا الزيارة



                      ------------------------------------------

لم أكن أشعر بأي خوف عندما كنت ادخل السينما وحيدا وعمري ثماني سنوات, فمما أخاف أصلا ولم يمر علي ما يجعلني أعيد تفكيري من دخول السينما حتى في البيت كنت أهددهم إذا لم نخرج لصيد السمك أو لنطير الطائرات الورقية أو نلعب الكرة فسأذهب إلى السينما ولم يثيروا أي شك عندي فأنا أبحث عن المتعة وهاأنا أجدها في السينما واستمرت هذه الهواية التي قلما ما كان يشاركني فيها أحد أصدقائي



لما رأيت السيد وكيل الوزارة جالسا بجواري, قلت هو فنان  وشاعر حقيقي ترك مكتبه ليتابع الحركة السينمائية, فرحت أشد الفرح لهذه الصدفة التي لن تتكرر, فأردت أن استغلها للتعرف على السيد الوكيل مادمنا نشترك في الهوايات ومن المؤكد أنه سيساعدني في دخول عالم المثقفين الكبار

يتبع حسب تساهيل ربنا










0 التعليقات:

FEEDJIT Live Traffic Map

FEEDJIT Live Traffic Feed