كثر الحديث مؤخرا عن فاروق حسني, الرجل حقيقة يعتبر من أشجع الرجال, فقد تحمل كثيرا
ولم يرد, ولقد أخذت عهدا على نفسي مادمت أتنفس أن أرفع الظلم عن أي مظلوم, هذا
الرجل البريء, الطاهر, العفيف, ما هو ذنبه, اذا كان أختير
ليترأس وزارة المفروض أن تشكل وجدان الشباب, وتعلمه كيف يفكر وكيف يكون حرا, هل تعتقدوا أن المسكين
يستطيع الأختيار , وهل يقدر على الرفض ,وما ذنبه أذا كان لا يقرأ , بس بيرسم, وهذا يؤكد أنه مثقف
أحب هواية الرسم ,فأبدع فيها , ولكن صبرا, فكم من فنان حقيقي عاش بين شعبه الذي لا يقدر موهبته حتى يموت
فيندم الشعب ,فندعوا الله أن يقدرك شعبك سريعا خاصة بعد تجاوزك السبعين, أمد الله في عمرك وعمر من يحكمك
يكفيك فخرا رضاء الله عليك الذي أنعم عليك بالمال والجاه والسلطة , وحب الرجال المقربين
ومن مظاهر رضى الله رضاء المعلم الكبير , فمن شدة اهتمامه برجاله الأوفياء يحرص على
أن يطمئن عليهم من حين إلى آخر, فلم يستطع صبرا حتى يرجع ليخفف عنه, بل كان هو
أول المتصلين,
انظروا ماذا فال له (إرم ورا ظهرك) ظهره حمال الآسية, المفرج عن المعذبين في الأرض,
الذي تحمل الكثير في سبيل تقدم الأمة ورفعة شأنها,
كم أنت عظيم يا فاروق, كم تحملت, وتحملت أعضاء جسدك
فدعهم, فوالله لن يضروك شيئا,
وها هو الكبير يداوي جراحه, انه يعرفهم, يعرف خباياهم, يعرف كيف يوظفهم, يعرف
ماذا سيعطي هذا, ومن سيفعل في ذاك,
يعرف أن ظهره هو الوحيد في خباياه ,سيخفف عن باقي جسده
من حافظ طيلة 22 عاما على عهده, سيتحمل سخافات قلة مندسة, فدعهم وامض في
طريقك وطبق سياساتك, التي حققت بها النهضة المعاصرة في الوسط الثقافي,
ويالها من سياسة يا سادة, انها سياسة "القادمون من الخلف", فلقد طبقها قبل توليه
المسؤولية (لا نعرف على وجه التحديد, متى طبقها , حينما كان صبيا يلعب أم حينما
كان في ريعان شبابه, وهل طبقها مجبرا أم تم التغرير به مثل الكثيرين
ولازمته بعد المسؤولية
فتصدى بها لهجمات تتوالى عليه من كل الجهات تريد كسر عذة نفسه, جهلاء لا يعرفون
يا صديقي العزيز انها مطاطية لن تخرق وإذا خرقت سرعان ما تلتئم وكأن شيئا لم
يكن , ومنها استوحى
الصينيون ما يتم تداوله سرا الآن, وعلنا لاحقا,
هذا السياسة التي بها قاوم أعداء الداخل والخارج,
لم يلتفت إلى الداخل فمن هؤلاء ما دام مشمولا برعاية الكبير,
أما الخارج فعرفهم ودرس طباعهم, فعرف كيف يعاملهم, لم يكن محتاج إليهم,
فظل طويلا يهاجمهم,وحين اشتاق, ودهم, ولكن على من, أنهم أسيادك , هاجموه بضراوة
فمص غضبهم, فذادوا عنفا فحنى ظهره,فأخذوا غرضهم منه كاملا,فاستمتع وعدل من وضعه
, وذهب إلى المعركة لا يخشى في الحق لومة لائم,فلبس رداء العزة والكرامة
ورجع إلى بلده غير آسف على شئ, فرفعه الشعب عاليا
هنيئا لك يا فاروق لباس العزة الذي لبسته ,أنه أعلى تكريم حصل عليه وزير مصري لأنه لباس من النوع الدولي
فأحرص يا فاروق على ألا تتحدث كثيرا في مثل هذه الأمور , فبعض ضعاف النفوس
لا تهمهم مصلحتهم بقدر إفساد مصلحة من مٌن الله عليه.