لقد تمكنت مني هذه اللعبة, بالفعل أريد ان أقلع عنها , حاولت بكل الطرق لكن لا أقدر, جربت الطرق القديمة التي كانت تنفع أيام الامتحانات فحين يزين لي شيطاني أن ابدأ جيم اقسم بأفظع الأيمان انه سيكون الجيم الأول والأخير لمدة ساعة على الأقل, فتنتهي أيام وليالي بدون ان انتبه   جربت طريقة التعنيف حيث استمر في ترديد جمل نابية بدأتها  (يلا  يا صايع قوم شوف شغللك ) وتتطور  المفردات تبعا لمدى تمسكي باللعب فلو عايز ألعب تبقى صايع ولو عايز ألعب قوي تبقى كلب ولو عايز ألعب جدا ولو عايز ألعب خالص وهاموت وألعب وكل الحالات التي تدل على إدماني لن أستطع كتابة مفرداتها , حيث أفضل الاحتفاظ بها لنفسي, خوفا من طردي خارج جنة الفيس بوك,ولما نبهني من حولي أني لم انم منذ فترة طويلة وتأكدت أن مقعدتي لم تفارق مقعدي أسلمت نفسي لفكرة عمل فتحة صغيرة في المقعد تغنيني عن الذهاب إلى أقرب جدار في الغرفة, وفي إحدى محاولات تخلصي من هذه اللعبة تطور الأمر للإيذاء البدني,ففضلت  زيارة طبيب نفسي عن زيارة طبيب جراحة التجميل والحروق, وطلب مني  بطبيعة الحال في أول زيارة شرحها له , وبدأ بتجربتها أمامي ,  ثم انفعل مرات كثيرة بعد فشله في تخطي المراحل الأولى للعبة فأشعرته أني مازلت جالسا فصرخ في طالبا معاودته في وقت آخر حتى يستطيع فهم سر إدمان اللعبة , وبالفعل رجعت له بعد فترة,  فلم أجد الطبيب ولا العيادة, وبالسؤال عرفت أن الطبيب يرقد في عنبر مخصوص لممارسي اللعبة  افتتح مؤخرا في مستشفى العباسية للصحة النفسية, وعلمت أنه قد تفوق على كل نزلاء القسم الجديد, وفي الحالات النادرة التي يجبروه عن التخلي عن اللعبة ولا يصيبه هياج مدمر, أحيانا ما يردد اسمي  اعترافا بفضلي عليه في تعليمه هذه اللعبة, فذهبت إلى القسم حيث شاهدت أوضاعا مأساوية يعيشها نزلاء القسم, فنزلت سكينة الله على قلبي وتذكرت القول المأثور (اللي يشوف بلاوي الناس تهون عليه بلوته) ومنذ ذلك اليوم بدأت في التخلص تدريجيا من إدماني لهذه اللعبة, ونظرا لخبرتي الطويلة في اللعبة وكوني أول من استطاع التخلص من إدمانها, دعتني إدارة المستشفي لإلقاء بعض المحاضرات على نزلاء القسم حيث مازالت هناك قلة لم تفقد كامل عقلها, واستطعت بحمد الله إعادة تأهيلهم و بدأوا الآن في التعرف على من حولهم وأكثر من ذلك استطاع اثنين منهم حل بعض العمليات الحسابية البسيطة مما يعد إنجازا, وتم تكريمي من إدارة المستشفى , وأصدرت كتيب صغير يشرح كيفية الإقلاع عن إدمان اللعبة , أهديت إدارة المستشفى عدة نسخ , تكفيرا عن ذنوبي ومحاولة للتخلص من إحساسي بالذنب لنشر هذه اللعبة