الأحد، نوفمبر 08، 2009


فقط لو يستطيع البكاء, يشعر أن الله يعاقبه دائما مرتين مرة لعدم تحقق أمانيه ومرة لحرمانه من نعمة البكاء , يريد أن يصبح انسانا عاديا يبكي إذا شعر بالحزن
لا يقبل بالحلول الوسط, متطرف دائما في انفعالاته , في فرحه يملأ الدنيا صراخا وضحكا وفي حزنه يملأ الدنيا صراخا وغما , إذا حزن فيجب أن تتوقف الدنيا
حاول كثيرا أن يبكي فلم يقدر فاكتفى بأشكال البكاء , يمكث وحيدا في الظلام يعتصر قلبه حزنا, يصرخ بالآهات يتساءل عن السبب في عذابه الدائم هل هو طموحه الزائد, لماذا لا يرضى مثل الآخرين, متمرد دائما حتى على قدره
يتذكر الآن كيف مات طفل صغير من أقاربه أمامه ولم يستطع فعل شيئا, حمله وذهب به إلى المستشفى كان الكل يبكي إلا هو, حسدهم على نعمة البكاء كان يحاول تقليدهم, يتهدج صوته, ينظر لعيونهم المليئه بالدموع هل سيتهموه بالتقصير, جزعت أمه حين علمت أنه كان موجودا ولم يفعل شيئا, طالبته أن يزيل آثار الدماء عن ملابسه
حتى حمله إلى المستشفى  كان بعد فوات الأوان, طالبه من شاهد الحادث معه أن يتركه, فلقد انتهى أمره, صرخ فيهم أنه قريبي كيف أتركه ممددا يلفظ أنفاسه , تمنى أن يتركو المتسبب في الحادث, فليس ذنبه, هو القدر المتربص به, دافع عنه فلقد رأى كل شئ لا داعي لعذاب إنسان آخر
حضرت له أم الطفل احتضنته, خففت عنه قليلا حزنه, أعتذر لها عدم قدرته على فعل شيئ حاول استغلال اللحظة المؤثرة في أن يبكي , ولكن هيهات 
 يسخر منه القدر, ستبقى دائما وحدك, لن يشاركك أحد الآمك

0 التعليقات:

FEEDJIT Live Traffic Map

FEEDJIT Live Traffic Feed