الاثنين، نوفمبر 23، 2009

الكورة واللي بناخده منها

يا رب
   اتصل  بشقيقه كعادته سأله عن أحواله فقال (زي الزفت) فحاول أن يخفف عنه ,   وأنت, هل أنت حزين؟ سأله أخوه
قليلا بضعة أيام وسننسى كم من أحداث مرت علينا ونسينا
هل اتصلت بوالدك؟_
لا كيف اتصل وماذا أقول؟_
أنا  اتصلت الحمد لله لم يتأثر كثيرا أو هكذا يظهر, ولكني أتذكر عندما قال منذ أكثر من خمسة عشر عاما وفجأة احتبس صوته وانسابت الدموع
ينادي شقيقه ..الو ... الو ... أين ذهبت؟
يخاف أن يسمعه شقيقه يبكي
ايوه ايوه
أين ذهبت؟
لا يريد أن يتكلم يغطي وجهه حتى لا يراه أحد يبكي, لا يعرف لما ذا بكى فجأة هكذا
فهو الوحيد الذي كان متامسكا, كان الكل يصرخ غير مصدق, قال  لصديقه من المؤكد هناك حكمة لهذه الهزيمة , فقال أية حكمة هذه التي تحزن كل هذه الملايين, سمع عن أحداث عنف بين الطرفين لم يهتم حتى بمشاهدتها,سابقا كان يستمتع بالتكسير واضرام النار , كان يمل إذا اقتصرت المظاهرات على الهتاف, الحزن أخمد الثورة بداخله
ندم لانصرافه قبل نهاية المباراة, أراد أن يتكلم مع أحد بدلا من أن يحدث نفسه
 كان يريد أي شيء يفرح به والده والناس البسطاء أكمل لشقيقه والدموع تملأ عينيه
أنه متأكد من حزن والده فلقد قال له قديما أثناء مشاهدتما مباراة بين منتخب بلده ونفس المنافس أنه سيمرض إذا هزم فريقه
يحزن من أجل البسطاء الذين لا يهتمون بالسياسة ولا يعرفون إذا كان سيستغل الفوز لمصالح سياسية أم لا, بالرغم من فقرهم ومرضهم يريدون أي فرحة تنسيهم بعض أحزانهم
استمر في البكاء طويلا بعد المكالمة, لا يعرف متى يبكي وأي شيء سيبكيه
اتصل به الكثير مواسين ومستغربين, هل تبكي من أجل خسارة مباراة؟
كان الكل يستعد للاحتفال بعد ان قارب الحلم على أن يصبح حقيقة, سيفرح والده لعدة أيام يطمئن فيها عليه بدلا من القلق الدائم
لم يستطع النوم كثيرا ليلة المباراة فغدا سيتحقق الحلم, صحى من نومه  فرحا ,  ناسيا كل همومه , الكل يتحدث عن المبارة في العمل, حصل على كل ما يساعده على الاحتفال بطريقة صاخبة , يجب أن يشاهد المباراة في تجمع كبير, لا يوجد صالات مغطاة
ذهب خصيصا إلى مكان يضم أكثر من عشرين مقهى, أخذ يدور على المقاهي قبل المباراة يشاهد المصريين البسطاء,يطالبهم بالتشجيع, يهتف مصر ...مصر...مصر, يتخيل الفرحة بعد المباراة
ترسم الأعلام على الوجوه,  كاميرات تصور فرحة المصريين,عربات الشرطة مصطفة لتحجيم الفرحة ,يبدوا خائفين من ثقل المهمة, لن يجدوا حلا غير مشاركتنا الرقص, الكل مستعد للفوز, باق من الزمن ساعة
يوجد من هو أكثر منه عصبية يشاهد معه المباراة,يطالبونه أن لا يقف كثيرا حتى يستطعيوا المشاهدة, حتى بعد أن احرز المنافس هدفا كان مطمئنا, يضحك مع الكل يداعب ويسخر حتى ممن لا يعرفه, فالكل سيرقص ويحضن الآخر بعد قليل 
يمر الوقت سريعا, لا يهم  مازال متفائلا, فالله معنا فهو من منحنا الأمل مرة أخرى بعد أن آمن الكل بضياعه,
بدا الكل ييأس, هل سيضيع الحلم , اختفى التفاؤل واختفت الضحكات وحلت اللعنات على الجميع على اللاعبين على المدرب على الحكم وعلى القدر
بكى أكثر لما حدث بعد المباراة, شقاق بين بلدين شقيقين نتيجة لتهييج اعلامي من الطرفين, لا يعرف متى ستهدأ الأمور , مطالب تذكره بحرب غزة, حرق السفارة وطرد السفير,  لهذه الدرجة ولكن النظام يعاملهم برفق, لم يطبق عليهم قانون الطوارئ, لم يحالوا لمحكمة عسكرية, ينفثوا غضبهم تجاه المنافس تجاه دولة عربية تجاه الدنيا والدين أفضل من أن ينفثوه في وجه النظام




5 التعليقات:

خواطر شابة يقول...

وصف رائع لمشاعر متفرج عادي همه الكرة ولا خلفية له لاتهمه لا المنافع السياسية ولا لالاقتصادية التي يلهث وراءها الغير ما يهمه هو الفرحة التي سيتشاركها مع بسطاء مثله.
ليث كل محبي ومتابعي ومشجعي الكورة لهم نفس أهدافه وينتظرون من الكرة فقط ما ينتظره لما كان لهذا التعصب الاعمى مكان بيننا
تحياتي لك

هتشوفوا يقول...

خواطر شابة

معلهش هاتعبك شوية ايه رأيك لو تنقدي, يعني تقولي الفكرة أو الجملة دي وحشة أو حلوة علشان كذا, أنا عارف أن كل اللي بكتبه مش مستاهل حد يقرأه أصلا بس معلهش حاولي تغصبي على نفسك

خواطر شابة يقول...

المشكلة ان يلست ناقدة أدبية لافيدك حتى دراستي كانت قانون لكن سأحاول ان أفعل بقدر ما أستطيع في تعليقي القادم سأخد وقتي كي أحلل النص يالله حترجعني لايام ثانوي حلل وناقش اييييه ايام
تحياتي لك

هتشوفوا يقول...

الحمد لله انك هترجعي بس لأيام الثانوي, فيه ناس برجعها لأيام الحضانة, تاعب أنا الدنيا كلها
شكرا

خواطر شابة يقول...

عيد مبارك سعيد ينعاد عليك بكل خير ان شاء الله
تحياتي لك وتمنياتي ان تكون بخير وفي أحسن حال ان شاء الله

FEEDJIT Live Traffic Map

FEEDJIT Live Traffic Feed