الثلاثاء، نوفمبر 17، 2009





بحب الكورة
لم يكن يتعدى عمره الثلاث سنوات حينما أصطحبه والده لمشاهدة إحدى مباريات كرة القدم, أو هذا ما يتذكره فربما ذهب قبل ذلك بكثير, كانت هي فسحة نهاية الأسبوع التي يحرص والده عليها بالرغم من التكلفة المالية, فلم يكن وحده يذهب بصحبة والده فهناك أثنان آخران, أخوته أيضا يريدان الذهاب فهم أكبر منه ويفهمان ما يجري, اما هو فلم يكن يعنيه غير الخروج بصحبة والده, يبحث والده عن أصدقائه الكثيرين لندخل معهم, فصاحب التزكرة يستطيع ان يصحب معه طفل صغير ونحن ثلاثة, يتعجب لكل هذه الجماهير لماذا تأتي بهذه الأعداد الغفيرة, بدأ يعتاد الأمر ويستمتع بالهتاف معهم وبالمسيرات التي تنطلق في أعقاب الفوز الذي يحققه فريقه, بات يعرف بعض أسماء اللاعبين, ويفهم في قوانين اللعبة, سمع ألفاظ جديدة عليه, أكثرها شتائم للحكم والفريق المنافس, أكثر ما أعجبه كان الأناشيد التي يغنيها الجمهور فيجب أن تكون مقفاة, هناك فرد مخصص لتأليفها هو قائد المجموعة إذا أراد أن يسب الحكم فكلنا  يجب أن نردد وراءه,ذو شخصية قوية لا يستطيع أحد ان يهتف قبله, يراه أحيانا يحادث اللاعبين قبل المباراة, صوته خشنا مبحوحا كمن أستأصلت حنجرته, يقول له والده أنه موظف لدى النادي يتلقى أجرا مقابل التشجيع,  يدخل كل المباريات مجانا في الوقت الذي يعاني فيه والده من تدبير أمر الدخول لأربع أفراد, أحيانا كانوا ينتظرون لبعد بداية المبارة حتى يستطيعوا الدخول مجانا فالفريق يحتاج المشجعين ولو من دون تزكرة,كانت هذه الفسحة لا تتكلف كثيرا فحتى القطار يوم المباريات يكون مجانا, فكيف يستطيع المحصل مواجهة هذه الأعداد, والمسافة من محطة القطار حتى الاستاد كان يتسمتع أيضا بمشيها بجانب المشجعين طالما لا يتوقفون عن الغناء, هو يوم حافل بكل المتع, جماهير غفيرة, دعاء من أجل الفوز, أغنية وطنية ألفت وقت الحروب وفهم معناها في المدرجات,  حتى الشتائم أصبح يستمتع بترديدها, محظور على أحد التعاطف مع الفريق المنافس أو تشجيعه حين نزوله لأرض الملعب, فإذا كنت تحب فريقك فيجب أن تسب الفريق المنافس وجماهيره والحكم إذا أخطأ من وجهة نظرك, كانت المدرجات أسمنتية وحين أشتعال الموقف يتم تكسيرها ليقذف بها الفريق المنافس الذي يرد بنفس الأسلوب, منظر الطوب في الهواء يذكره بالحلويات التي تقذف من البلكونات في الأفراح, أدمن الكرة وكل ما يتعلق بها, ولم يعد يقدر على تفويت أي مباراة فبات يسافر خلف فريقه في كل المحافظات, كبر والده وقنع بمشاهدة المباريات في التلفاز وانصرف أخويه لأمور أخرى, واستمر هو يذهب وحيدا إلى الاستاد يتبع نفس الأسلوب, الذهاب ماشيا , الدخول مجانا, الهتاف مع الجماهير, البدء بالشتم, أصبح متميزا في نقد الحكم ولاعبي الفرق المنافسة, يفرغ عصبيته وطاقته ونشاطه الزائد في نقدهم وشتمهم إذا لزم الأمر, ارتبطت حياته بالكرة حتى في وقت الإمتحانات يجب مشاهدة المباراة من باب التفاؤل , إضاعة ساعتين أفضل من إضاعة الوقت كله بسبب التوتر, استغنى عن تشجيع فريقه لتشجيع الفريق الذي يكسب دائما, فادارته السيئة دائما ما تبيع اللاعبين للأندية الكبرى من أجل العمولات والرشاوى, لا يستحق تشجيعه بعد أن هبط إلى الدرجة الثانية, يتهكم على لاعبيه وإدارته , لم تعد تبيع اللاعبين ولا يستدعى منهم أحد إلى المنتخبات الوطنية, ابتعد فريقه السابق عن الأضواء فابتعد عنه, لا يفكر في معرفة أخباره, فهناك فريق آخر يحوز الآن على اهتمامه بجانب المنتخب الوطني, "هذا كاف" يقول لنفسه, يسافر كثيرا إلى العاصمة لمشاهدة مباريات فريقه الجديد, سافر للدراسة ولمشاهدة المباريات, يعبر الشارع من الجامعة إلى الاستاد, لن يجد أفضل من ذلك, في بعض المباريات المهمة كان يضطر لشراء التذاكر من السوق السوداء, أخبره بعض زملاءه بطريقة بسيطة لدخول المباريات بقروش قليلة يعطيها لجندي أمن مركزي يقف على سور الاستاد في منطقة بعيدة عن الأعين, أصبحت تكلفة مشاهدة مباراة في الأستاد أقل من مشاهدتها على المقهى,
نصب وكنت بضحك عليكم , ولا أي حاجة من دي حصلت ده انا لما أشوف الحكم بقول ايه اللي طلع الجون بره كدة, مش يتلم ويقف في جونه, هو انا عبيط علشان أسيب امتحاناتي واتفرج على الماتشات ولا ألف ولا فريق عيان كل المحافظات, وبعدين انا دبلوم صنايع أساسا وعمري ما سافرت القاهرة, وكنت باشتري التذاكر م السوق السودا, علي النعمة أنا آخري سوق الجمعة وعندنا برضه سوق التلات بتاع البهايم كنت بروح علشان صلة الرحم, ولا الأناشيد المقفاة, بزمكتو حد مصدق الهبل ده والنعمة ماعرف يعني ايه الكلمة دي , ده انجليزي ده يا مرسي, يذكره بالحلويات التي تقذف من البلكونات" شفتوا الألفاظ المتنقية ,
اهي دي بقى القافية, حلويااااااااااااات بلكونااااااااااااااااات, أيوة فاكرها خدناها في الدبلون



6 التعليقات:

خواطر شابة يقول...

دكريات جميلة وعشق متأصل لكرة القدم
سأتابع الموضوع بما أنك كتبت يتبع لدا لا تتأخر في اكمال الموضوع ولا تجعل مصيره مثل مصير موضوع الالعاب ههه
مع تحياتي وان شاء الله التعليق الجاي يكون عشان اقولك مبروك التأهل بأدن الله

هتشوفوا يقول...

تابعتي, الله يبارك فيكي,

خواطر شابة يقول...

مفهمتش منك حاجة
التحديث لم افهم ما القصد منه
عموما تحياتي لك

اقصوصه يقول...

استمتعت بقراءة التدوينه

احلى شي ايام الطفوله :)

هتشوفوا يقول...

خواطر شابة

معلهش, عارف أن التحديث ده يلبخط

أصل كانت حالتي صعبة شوية بعد الماتش

أكيد طبعا أكمل البوست بجد

شكرا

هتشوفوا يقول...

اقصوصة

شكرا على مرورك

FEEDJIT Live Traffic Map

FEEDJIT Live Traffic Feed